تطور الطب كثيرا في السنوات الأخيرة بشكل كبير، وأصبح التغيير هو الثابت الوحيد في العلاج والأدوات المتسخدمة للتشخيص، نستعرض لكم 10 من ذكريات الطب الحديث التي بدأت تختفي شيئاً فشيئاً.
1- الميروكيوركروم - Mercurochrome
معظم من هو تحت عمر الثلاثين في العالم المتقدّم لم يسمع بهذا المطهر الموضعي، والذي كان شائع الاستخدام لتطهير الجروح بدون ألم تقريباً مقارنة باليود اللاذع، ورغم تركه لبقعة حمراء باهتة على الجلد، لكن لم يكن هذا ليوقف استخدامه.
في عام 1998 قامت منظمة إدارة الدواء والغذاء FDA الأمريكية بوضع حدود خطيرة لبيع Mercurochrome وأنّه لم يعد يصنف GRAS(Generally Recognized As Safe) أي أنّه لم يعد يعتبر آمناً بالنسبة لدواء يُباع بدون وصفة. السبب الأسهل لمنع وصف هذا المطهر هو أن المكوّن الأساسي فيه هو الزئبق.
2- Iodine – اليوم
عندما يُوضع على الجرح المفتوح، كان اليود يؤلم كالحرق، هذا بسبب الأساس الكحولي الموجود في الصبغة التي تباع للاستخدام المنزلي. مازال الأطباء يستخدمون اليود بأساس مائي كمطهر..
حيث أنه يقضي على طيف واسع من الجراثيم، بخاصيته السامة وخطورته، لم يعد اليود يستخدم في حقائب الإسعاف الأولية في المنازل.
لم يعد يستخدم الميزان الزئبقي بشكل كبير في البلاد المتطورة، بعكس حالة بلادنا النامية، بل تم استبداله بمقياس الحرارة عن طريق الأذن الإلكتروني، فبينما يتمتع الأخير بسهولة الاستخدام كان على الطفل أو المريض وضع الأول تحت لسانه لعدة دقائق والمحافظة عليه حتى تظهر درجة الحرارة بشكل صحيح.
مازال الميزان الزئبقي موجوداً في الولايات المتحدة رغم منعه في العديد من دول أوروبا وأسيا، لكن الاتحاد الأمريكي الطبي و وكالة حماية البيئة توصي بشدة على التخلي عن هذا الميزان والتوجه للأدوات الحديثة البسيطة واستخدامها في المنزل.
زيت الخروع والذكريات المريرة! كانت زجاجة زيت الخروع ضرورية في كل خزانة أدوية في المنزل، وكانت تستخدم كدواء شافِ من قبل الأمهات لجميع أمراض المعدة في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي..
في الواقع يُستخدم زيت الخروع لمعالجة حالة الإمساك، ولكن حتى في ذلك يحاول الأطباء عدم وصفه للمريض، بسبب النتائج غير المرغوبة وغير المتوقعة التي ترافق استخدامه، من وجع في البطن إلى إسهال شديد يستمر لساعات عديدة.
كان اختبار السل الجلدي مستخدماً بشكل شائع وسنوي في الولايات المتحدة الأمريكية لكل الأطفال في الفترة بين أربعينات وستينات القرن الماضي، وانخفض مستوى العدوى بشكل كبير في السبعينات في الولايات المتحدة وفي العالم بشكل عام.
في بداية العقد الأخير من القرن الماضي، قامت الأكاديمية الأمريكية لأمراض الأطفال بالتوصية بفحص الأطفال ذوي الخطورة العالية للإصابة بالدرن بواسطة هذا الاختبار.
الفائدة من الاختبار الموجه لذوي الخطورة مثبتة، أمّا استخدام الاختبار في المدارس بشكل سنوي يؤدي لوصم الأطفال المتضررين، مما يشكل معضلة سياسية في بعض الولايات.
بشكل سنوي، كانت ممرضة المدرسة تقوم مع منتدبين من شركات مثل كولجت وكريست، بتوزيع حقيبة تحوي معجون أسنان مجاني، وفرشاة لتنظيف الأسنان وحببتان بلون أحمر.
تُمضغ هذه الحبوب قبل تنظيف الأسنان لتظهر الآثار البكتيرية على الأسنان ويتغير لونها حسب كمية البكتيريا الموجودة. لم تعد هذه الحزم توزع، بسبب الإجرائات القضائية والتشريعية، ولكن يمكنك الحصول عليها من طبيب الأسنان أو الصيدليات، والتأكد أنها لاتحوي مواد تتسبب بتفاعل حساسية لديك.
لمن لا يستطيع تحمل نفقة طبيب الأسنان، قامت المدارس العامة الأمريكية بتوفير علاج مجاني بالفلورايد مرة واحدة في السنة مجاناً، يستخدم الفلورايد الذي يتمتع بالقساوة بالإضافة لدواء سيء الطعم، لكن إضافة الفلورايد للمياه ومعاجين الأسنان بعد التطور التقني والصناعي سمحت بالتخلص من العلاج بالفلورايد بشكل متخصص.
8- قبعة الممرضات – Nurse’s Cap
كما كنا نرى في الأفلام القديمة، كانت الممرضات يرتدين القبعات البيضاء، والتي كانت تتسبب بما يعرف باسم “متلازمة الرداء الأبيض” ومن أشهر أعراضها ارتفاع ضغط المريض بمجرد مشاهدة الطبيب أو الممرض مرتدياً اللون الأبيض بالكامل..
في 1980 تم تغيير هذا اللباس في أمريكا، ولكن بقيت القبعة أيقونة للممرضات ( تُرتدى في حفل التخرج) كما أنّها غير صحية أبداً، فهي تحتاج العديد من الدبابيس وغالباً ما كانت تسقط بسهولة مؤدية لاتساخها.
كان الأطباء يرتدون مرآة رأس والتي توضع فوق العين حيث ينظر الطبيب من ثقب ضيق في المنتصف ويقوم بقية القرص بعكس الضوء إلى البقعة التي يريد الطبيب فحصها. يحتاج معرفة وضع المرآة إلى ساعات من التدريب والخبرة..
أما اليوم فيستخدم الأطباء مصدراً للضوء كالأبيال التي تعتمد عالبطاريات. بعض أطباء الأذن والحنجرة مازالو يفضلون المرآة، باعتبارها توفر أفضل ضوء لفحص الحنجرة.
استخدمت هذه الأداة لمساعدة الأطفال الخدّج ذوي الرئتات ناقصة النضج على التنفس، لكن عند انتشار مرض شلل الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية، وجد الأطباء استخداماً آخر لهذه الأداة.
يؤدي شلل الأطفال إلى شلل الحجاب الحاجز، أحد أهم العضلات التنفيسية، وبالتالي فقدان المرضى القدرة الذاتيه على التنفس، وعندها قامت شركة ورين-كولينز بتحسين تصميم الآلة وبيعها بشكل كبير، كأجهزة صغيرة وأقلّ سعراً..
وسميت حينها “الرئة المعدينة” ولاقت نجاح وافراً. أما اليوم فيخضع المرضى لتنبيب بواسطة أجهزة تهوية ترفع الضغط الإيجابي، بعكس الرئة الحديدية التي كانت تعتمد على الضغط السلبي.